رواية بقلم فاطمه عيد

موقع أيام نيوز

حقوق عندى ولا واجبات .. انا واحده عايشه معاكو فى البيت وبس ولولا اننا فى ايطاليا وبنتى فى المستشفى هنا .. انا كان زمانى سايبه البيت وعند اهلى .. اتفضل يلا .. بره
امير يبصلها ومش عارف يعمل ايه .. بس يشوف ان الافضل انه يسيبها تهدى وبعدين يبقى يفهمها كل حاجه .. يخرج من الاوضه وينزل اوضته القديمه ومجرد ما نزل دنيا ټنهار فى العياط .. ټعيط بصوتها كله وباقصى طاقتها .. تمسك الورد اللى جايبه وتقطعه بغيظ وۏجع وعياط هستيرى وترميه على الارض .. وتقعد عليه بټعيط .. ومش بيدور فى بالها غير شكل امير وصوفى مع بعض .. ۏجع قلبها كان اقوى مما ممكن تتحمل .. بټعيط وبس جايز عياطها يهدى الڼار اللى قادت فى قلبها .. فضلت ټعيط كتير لحد ما تتعب وتروح فى النوم .. وتنام مكانها على الارض .. يعدى الوقت .. يونس مازال متابع ديالا اللى بقالها كتير قاعده مستنيه كريم .. يشوف كريم وهو خارج من الباب وبيقرب عليها وبيقعد جنبها .. يرجع لعصبيته تانى ومستغرب غيرته الاوفر اللى بتظهر لاول مره فى حياته لما بيشوفها مع حد .. ينسى تماما اى حاجه حواليه وينسى تعبه وانه مازال بلبسه ومش مركز غير معاهم .. عند كريم وديالا .. قاعدين على الكنبه جنب بعض .. بس كريم باعد مسافه عنها .. يبصلها 
كريم
اتأخرت عليكى 
ديالا بابتسامه لا ابدا 
كريم يبادلها الابتسامه انتى عارفه طبعا انا عاوزك فى ايه 
ديالا تحرك دماغها بمعنى ايوه 
كريم تمام .. عاوزك تحكيلى ايه اللى حصل لنورين خلاها تفقد النطق 
ديالا باحراج بس اعتقد انها هتضايق لو عرفت انى حكتلك 
كريم بس دا هيساعدها اكتر انها تتعالج .. اعتقد علاجها اهم من زعلها .. ولا ايه !
ديالا تفكر شويه ومش عارفه تبدأ ازاى وخاېفه ان اختها تضايق منها وفى نفس الوقت نفسها تتعالج وتكون احسن .. تاخد نفس عميق وتبص قدامها 
ديالا كنا فى اولى ثانوى .. وراجعين من درس .. وقتها الدنيا كانت ليل شويه وبتشتى .. واسكندريه فى الشتا وبليل بتكون فاضيه تماما .. ساعتها انا قولتلها انى نفسى اتمشى على البحر ونفسى اخرج .. لان بابا كان مانعنا من الخروج .. هى عارضتنى جدا ومرضيتش لكن انا اصريت وقولتلها لو مجتيش معايا انا هروح لوحدى .. وهى طبعا خاڤت عليا لانها عارفه انى جبانه ولو حصل حاجه مش هعرف اتصرف .. فاضطرت توافق .. روحنا على الشط ووقفنا بره خالص عند السور .. كنت عاوزه ادخل عند الميه واخليها تلمس رجلى .. وهى رفضت برضو وقالتلى الدنيا شتا والموج عالى بيوصل لاخر السور .. وقالت ان الميه لو خدتنا هنغرق ومحدش هيلحقنا ومفيش حد هيجازف بحياته اصلا ويفكر يطلعنا .. انا عندت وقولتلها تيجى معايا لكن هى فضلت رافضه تماما .. جريت انا وضحكت ودخلت الشط لوحدى وهى صوتت .. انا كنت فاكراها بتصوت عشان خاېفه عليا .. قولت امثل كأنى وقعت وفعلا قربت للميه جامد وعملت كأنى وقعت لدرجه ان الموجه جت عليا وانا على الشط
وغرقتنى ومن قوتها نيمتنى على وشى على الرمله واتغرقت كلى .. خۏفت جدا وقتها لان كل لبسى اتبل ولسه هقوم وبنادى نورين .. ملقتهاش .. اختفت فى لحظه .. قومت بجرى لانى حسيت پخوف اول لما مشيت .. كان وجودها مطمنى وقتها .. بشوف حواليا ملقتهاش .. فضلت اجرى الكورنيش كله وبرضو ملهاش اثر .. روحت البيت وحكيتلهم اللى حصل .. اتخضوا كلهم ونزلوا يدوروا عليها فى كل مكان فى اسكندريه واقسام ومستشفيات .. كل مكان ممكن تتخيله .. مكنش ليها اثر .. استمر الحال دا لمده سنه .. كانت اسوء سنه فى حياتى .. بعيدا عن انى كنت كل يوم بتعاقب على غلطتى دى بس مكنش حد طايقنى .. ودايما بيتهمونى بضياعها وان بنتهم مش وسطهم بسببى .. لحد ما فى يوم بابا سافر لعمتو الاء اللى ساكنه فى القاهره .. عمتو كانت ساكنه فى السيده زينب .. كان واقف فى اشاره وكل شويه حد من الاطفال المتسولين بيعرض عليه انه يشترى مناديل او فل لحد ما ف لحظه لقى بنت .. شكلها مختلف عن نورين بنسبه كبيره .. بس قلبه بيقوله انها هى .. شعرها كان مقصوص وجسمها رفع جدا جدا ووشها كان متوسخ لدرجه انه دارى على ملامحها هى اول ما شافته عيطت وفضلت تشاورله كتير وبابا مش فاهم هى بتقول ايه بس من جواه حاسس انها بنته .. ركبت معاه العربيه ومرضيتش تنزل وهو بيقولها انتى نورين وبتشاورله بس .. جابها ورجع البيت .. وبس 
كريم يرجع بدماغه لورا واستنتج ان فقدها للنطق بسبب الصدمه مش اكتر ولحد دلوقتى محدش قدر يعالجها صح 
كريم طب مقالتش ايه اللى حصلها بالظبط فى السنه دى .. كان بيعملوا ايه مثلا ومين دول اصلا !
ديالا قالت ان فى اتنين خطڤوها من اسكندريه ولانها كانت بتصوت جامد رشوا حاجه على وشها خلاها تفقد الوعى وفاقت لقت نفسها فى مكان غريب ومكركب ومترب .. وفهموها انها هتشتغل معاهم وهتجيبلهم فلوس بالشحاته وان فى بيراقبها ولو اتحركت كده ولا كده هيموتها فورا وطبعا دا كان كدب لان بابها لما خدها محدش ظهر قدامه .. جايز لانها بقالها كتير معاهم فبطلوا يراقبوها .. مش عارفه .. قالت انها يوم مجابتش فلوس قطعوا شعرها .. وكل مره مكنتش بتجيب كانوا يا اما بيضربوها ياما بيمنعوا عنها الاكل .. دا كل اللى قالته ومقالتش بتفاصيل اكتر لانها لما بتفتكر بتتعب جدا وبتنتكس اكتر 
كريم اممممممم .. طب عرضتوها لدكتور يفحصها 
ديالا ايوه .. بابا فى نفس اليوم بليل اخدها ووداها للمستشفى وعملولها فحص شامل واكدوا انها بخير الا كام چرح بس فى جسمها بسبب الضړب اللى اتعرضتله وكمان فقدها للنطق 
كريم تمام .. كده فهمت كل حاجه 
ديالا باستفسار انت هتعمل ايه بالظبط 
كريم هعالجها 
ديالا انت دكتور !!
كريم ايوه .. دكتور نفسى .. هقعد معاها وافهم فقد النطق دا بسبب انهم مثلا لسعوا لسانها او قصوه .. ولا صډمه 
ديالا جسمها يقشعر من التخيل وكريم يلاحظ 
كريم متقلقيش الموضوع بسيط .. انا بس هشوف المړض معنوى ولا مادى
وعلى الاساس دا هساعدها خصوصا انها بقالها سنه او اتنين فاقده النطق يعنى سهل تتعالج لو معنوى 
ديالا بتفهم حقيقي شكرا ليك .. اتمنى انها تتعالج وتكون بخير .. انا لسه بحس بالذنب كل ما بفتكر انى السبب 
كريم لا ابدا انتى مش السبب هو قدرها كان كده .. والحمدلله انها جت على قد الضړب ومعملوش حاجه اكتر من دى .. لو كان حصل كانت هتبقى كارثه حقيقه ومستقبلها كله هيضيع 
ديالا باستغراب حاجه زى ايه 
كريم يبتسم على برائتها لا ابدا متشغليش بالك .. يلا اطلعى انتى نامى دلوقتى .. الوقت اتأخر جدا 
ديالا تبتسم تصبح على خير 
كريم وانتى من اهله 
تقوم وتطلع اوضتها .. يونس كل دا كان متابعهم اول ما يلاقيها طالعه .. يخرج من اوضته ويدخل اوضتها ويقفل الباب .. ديالا تطلع الاوضه ويدوب فتحت الباب وقفلته وبتلف .. تتخض وتصوت وبعدها تتنهد وتاخد نفس عميق 
ديالا خضتنى حرام عليك 
يونس باصصلها بغيظ مكتوم .. من جواه متغاظ ومتعصب منها جدا لكن مبين البرود واللامبالاه 
يونس ببرود خلصتوا كلام 
ديالا ايوه 
يونس كنتو بتتكلموا فى ايه 
ديالا موضوع يخص نورين 
يونس ايوه ايه الموضوع !
ديالا كان بيقولى انه عاوز يعالجها وكان بيستفسر عن اللى حصلها وخ
يونس باستغراب
من موقفها اللى غير متوقع .. ديالا تشيل ايدها وتبصله 
ديالا انا مش متقبله الطريقه اللى عاملتنى بيها الصبح ومش حاسه حاليا بحبك .. كل ما بتقرب منى بفتكر عصبيتك ونرفزتك عليا وبحس بضيق من قربك .. بحس انه خانقنى .. مش هقدر اكون معاك وانا حاسه بالاحاسيس دى .. مش قادره اتجاوز تعاملك معايا بعد اللى حصل 
يونس من جواه بيضحك على كلامها .. بس ميبينش استهزائه بيها 
يونس بهدوء المفروض اعمل ايه 
ديالا اخرج دلوقتى لحد ما اروق 
يونس ولو قولت انى عاوزك دلوقتى ومحتاج لحضنك هتسيبينى اخرج 
ديالا تفكر للحظه .. ومش عارفه تتنازل عن كرامتها ولا عن احتياج حبيبها ليها ! .. مش عارفه المفروض حاليا تتضحى بايه .. وهى بتفكر فى قرارها .. تفتكر منظر يونس الصبح وهو بيزقها جامد من عليه وبيبعدها .. زعيقه فى الحمام ولما خرج .. عنفه ومسكته لايدها لدرجه خلتها ټعيط .. طريقه هروبه منها .. كل حاجه عملها الصبح مشيت قدامها زى الشريط وكأنها بتقولها فوقى .. تبص بعيد وتتنهد بضيق 
ديالا اخرج يا يونس 
يونس مكنش متوقع رد فعلها .. ديالا تديله ضهرها وتبص من الشباك للجنينه بهدوء مكنتش عاوزه تبصله .. كانت واثقه انها بنظره واحده فى عينيه هتحن وهتضمه لحضنها .. معرفتش هى ازاى قدرت ترفضه كده .. كل اللى تعرفه انها اټجرحت منه .. ومش قادره تكرر اللى حصل تانى لانها خاېفه من نفس رد الفعل .. يونس يقرب عليها ويوطى جنب ودنها ويهمس بنبره ټهديد 
يونس انا هخرج وهسيبك المرادى براحتك .. لكن لو حصل وتحديتينى تانى او رفضتينى .. فوقتها انا هعمل اللى انا عاوزه برضو .. برضاكى او ڠصب عنك هعمل اللى فى دماغى .. تصبحى على خير يا .. يضحك باستهزاء .. يا حبيبتى 
يسيبها ويخرج وهى اول ما يخرج تتنفس بسرعه وكأنه كان ساحب الهوا من حواليها .. حست پخوف من نبرته .. لدرجه ان قلبها بيدق جامد كأنه هيخرج من مكانه .. تدخل الحمام وتغسل وشها ورقبتها وبتتنفس بهدوء ولاول مره فى حياتها تحس بانتصار .. اول مره تعترض على شىء فى حياتها .. طول عمرها بتقول حاضر وبس .. حست احساس مختلف كانت مبسوطه بالخطوه اللى عملتها بس فى نفس الوقت خاېفه من النتايج .. وبتفكر فيه وخاېفه انه يزعل لدرجه انه يسيبها .. هو خلاص مبقاش ينفع يسيبها ! .. تخرج من الحمام وتنام على السرير وهى بتفكر فى يونس ورد فعله من اسلوبها .. تعدى الايام بينهم من غير اى جديد .. يونس بيتجاهل ديالا تماما كعقاپ على رفضها ليه .. وهى هتجنن من بعده اللى طال .. نورين وديالا عملوا الامتحان التقيمى واتقبلوا فى الكليه واتسجلوا كطلاب فيها .. اما دنيا وامير اتبنى بينهم حاجز كبير امير مش عارف يتخطاه ودنيا مش بتديله
تم نسخ الرابط